الشمس والشروق مجرد اوهام

يا أيها النجم البعيد...

أعلم أن هذه الأشعة لا ترسلها إلي..

وأن هذا الضوء الآزرق

الذي أنار ليس من حقي...

ولكن ليلي طويل..

وظلامه وحش....

يقبض على روحي..

ينتزعني من وجودي...

يلتهم أحلامي..
ليل حالك السواد..

استعمرني سنوات تعبت من عدها...

حيث صار الأمل حلما...

والشمس والصباح

والشروق مجرد أوهام..

أشياء لا تنتمي الى عالمي..

الذي أصبحت مفرداته السائدة هي الوحشة والخوف والجزع...
لكن شيئا ما أتى فجأة

لينهي عذابي الطويل...

شيئا أضاء فجأة في فضائي المقفر...

مبددا برد الظلام الدامس..

ضوء بعيد..

خافت لكنه واثق..

هادئ لكنه كاف لبعث الأمل المحتضر

في قدوم الغد...

الغد المشمس الدافئ..
فلا تلم قلبي..

هذا الوحيد في الليل المسربل بالظلمة...

إن اتجه الى أول نور شق ظلامه..

وإن لجأ الى أول باب يفتح أمامه...

حتى لو لم يكن فتح من أجله....
أعلم أنك لست لي..

لكنك أحييت شيئا في صدري..

شيئا ظننته لم يوجد قط...

أو أنه كان يوما ثم اختفى..

أو أنه كان هناك دوما...

لكنه واهن ينتظر..

كنار تحت الرماد..

ما هي إلا هبة ريح

وتستيقظ وتتوهج....
فإطمئن...

قلبي قد عرف الان السبيل...

ورأى على ضوئك الطريق...

وسيمضي..

وحيدا سيمضي...

لكنه ليس حزينا..

فقد كتب على نورك نهاية أحزانه...

وأبصر بعدما كان أعمى....