رماد وردة
كانت برعمآ صغيرآ يتهادي بين أغصان السماء
يلعب فرحآ
ينعم بنسمات الأمان
مرت الأيام في سكون مخيف
مر الصيف
كبر البرعم في بحر من الحنان
صبح وسط خميلته*وردة جميلة* تزدان بأبدع الألوان
تجبر كل ناظريها علي تسبيح الخالق المنان
و ها هو ذا
ها هو يلوح في الأفق البعيد مختالآ بخطوه
يتباهي بشموسه
بأقماره
فرحآ بسعده
يرسم فرحآ...يمسح ألمآ
و ينشر عبيره في ربوع الفضاء
ها هو الربيع
ينثر خيوط نوره علي بقاع الوجود
يضفي بلمسة ابداعه علي كل الورود
و ها هو القدر يتوقف به عندها
,فيري الربيع حينها
..ببهاء نوره يأسر قلبه
او تمر الأيام لحظة وعدها فيها بالهوي.
فهوت في براثن الغرام وعدها بفراشات الأحلام
فنسيت في احضانه الأنام
أعطته حبها... فأقتلعها بزيف نوره من قلب أمانها
عزلها عن معاني الوجود
رسمت بملامحه أحلامها.
و مر الصيف الطويل.
عصف الريح بأوراق الوردة الصغيرة
يبعد عن كل الخطر
..عن زيف القدر
..عن بطش الأنسان
يصل بها الي دار الأمان
يضعها هناك بجوار مدفأته...
و يرمق متلهفآ شتي أرجاء المكان
يبحث عن ما يضمد به جراحها,
عن ما يمسح به دمعها
يبحث....... و يبحث
و يبحث حتي وجد السعادة
,وجد الصداقة
وجد ما قد ضاع منها من الأمان
و تلفت بعينيه سعيدآ
فلم يجدها
لم يجد وردته
لم يجد ما يجني من زهرته
فلم يتبقي منها سوي
رماد وردة
أقل من ان يتكبد قلبه عناء ان ينثره هباء في الهواء
لانها ماتت فى قلبه
قبل ان يدفنها بين طيات السحاب
او يرسلها رساله
لقلب أعلن الانتقام
والبعاد
والفراق
والجرح والعذاب
وكل معانى الموت والخراب
0 comments:
Post a Comment