كان وداعــا ً قاسيا ً
فما عــُدت ُ أحتمل ُ النظرات
أبحرت ُ بقارب بلا شراع مسابقا ً حاجز الزمن نحو مصير ٍ
مجهول
يجتاحني كنسائم ُ الشرود الطويل
وإفتراس الكلمات
مخيلتي سحابة خصبه
تمطر ُ دون توقف
فترسم أطيافا ً من
ظلال جمالها تدفعنـــي للأمام
إنها بريق ٌ لا ينقطع
وشمعة ٌ عذراء تحترق ُ النيران ُ من أجلها
إنها بئر ُ حنان لا ينضب
وخليج ٌ تقف ُ عنده ُ كل السفن راسية ً
تـــآبى الإبحار
إنها تمتمـــات ُ شجن ٍ
تستوحــي منها البلابل ُ
نكهة الزهو ِ والفرح
إنها كصباح يوم العيد
تــُـشرق ُ دافئــة ً
فتـــُـنبت ُ في شرايين الوجود أنغامــا ً وحديقه
إنها كالنسيم ُ
المسافر دومــا ً
كعيونٍ تذوب ًُ في أحداقها كل الألوان
إنها الصفاء ُ كل الصفاء..في عينيها كل الجمال
في خديها كل الدلال
إنها كالزهره
بل إن الزهرة مثلها..كل الورود تتنفس ُ ريحها
وكل العطور منها رحيقهــــا
وأنا مازلت ُ أبحر ُ هناك..عبر حاجزي ونافذتــي
مازلت ُ ألبس ُ عباءتي
مازال الألم ُ يلوكني
يكسرني
يسحقنى
ويدمينى
عمري سيدتي
فساحل ُ الأمل مازال بعيدا ً لا أراه
وخــِـمار وجهك يــُنبــِؤني دائما ً بالمسافة الشاسعة مابين قلبك ومرساتي
لذا أبحرت ُ بلا شراع
فرُباني سارع في خذلاني
والرحلة
أطول ُ من التحديق في العدم
البحر أعندُ مِن ظهر ِ ثور ٍ أرعن
وأقسى من ملامح الجبال
وهكذا حتى ملني النهار
ولعنتني الوحده
و مات البحر ُ بين
أحضان دموعه من قسوة تجديفـــي
رأيت ُ النجوم تتناثر ُ على
ردائه ِ لتــُزين مقبرة أحلامه وصلاواته
فإنتعلت ُ الصبر
وإستقيت ُ قليلا ً من الأمل وإبتسمت
ومددت ُ يدي مصافحا ً
كف المياه معلنا ً عن نهاية الجولة الأولى
فتراقصت ْ لألئه ُ
وزهوره
لكأنها تحية ُ ترحيب وإبتسامه
أو لكأنها وعيد ٌ ودعوة ٌ
بالإنصراف
أرعبتني الفكره
وخشيت ُ المغامرة أكثر
فأنست ُ الصمت والسكنه
وعدت ُ الى ديار وحدتي, الى أحضان وجعي
لأتحسسك ِ مزيجا ً من حلاوة السطوع
ومرارة الإنهيار
هكذا كانت رحلتي سيدتي
وهكذا كان الضياع ُ في ساحلك
الممتد ُ كالسراب
وهكذا بقيت ُ انا كما تركتني آخر مره
صورة ٌ من غير روح
جسد ٌ سرقته ُ الحياة ُ
أروع مافيها من الابتسامه
لم يبقى سوى هذا القلب الحالم يتجرع ُ مني ما بقي من
الصمود ويــُورثني الألم
حلمت ُ كثيرا ً سيدتي
فما حكمت ُ الوجود يوما ً
ولأنك أحلى وأجمل
فسأمنع ُ نفسي من أن أحلم
0 comments:
Post a Comment