في ليل قد سبق الصباح
كنت أجلس بين همومي على طاولة أحزاني
و أطالع دفاتر أيامي
و بكل جوارحي أقلـّب الصفحات
فوجدت قصة عاشق
وجدتها ملونة الأركان
صفحة رمادية لا بيضاء هي
و لا تميل الى السواد
و صفحة صفراء
يسودها الهدوء تارة
و يخيم فيها الانتظار
و تارة تشرق بابتسامة
فتنفعل المشاعر
و تكتب عبر و اشعار
و صفحة زرقاء ترسم في يمينها شمسا ً
و في يسارها صورة عاشق يعلـّم الأوتار
يعلمها كيف يبدأ الأنين ها هنا و ينهرها
لا ليس ليس لك خيار
حنت الأوتار
و رجته ان لا يقسو على الوتر الحزين
فهو من دون ما هم يرن على مدى الأيام لحنا ً حزين
صمت العاشق لحظات يرمق بنظره السنين
سنينا ً قد اصبحت ذكريات و كتب و غبار
غبار طريق مر به عابر سبيل و سائر
يمتد من جذور الثرى الى ثورة ثائر
قلبت الصفحة لأدرك ما بين السطور
ها هي صفحة بنفسجية جميلة بها رونق يميزها عن تلك الصفحات
تتحرك فيها أشياء
و دوائر
و تتمايل فيها أغصان و ألحان
و يـُسمع فيها عزف عود
و عبارات حب و كلمات
تستنشق منها عطر فواح
وترى عيون نرجسية
ثم أسرعت الأوقات فوصلت الى صفحة حمراء
تساءلت لم اللون أحمر
كانت صفحة يملؤها حب و حنان
و عشق يخرج من بين ضلوع انسان
هذا الانسان كان ... نعم كان
كان أغنية على لسانها
تقول أنظروا هذا حبيبي
ها هو حبي
و أتى حبيبي
هو ذهب
هو ضحك ..لعب .. تعب
و بعد حين صار الدمع يسيل من غدر و هوان
و كان المشهد قاس علي
و لكن أكملت ما بدأت
رأيت رجفات قلم
ثم نبض قليل
و توقف الدمع لحظات
و علمت حينها لم اللون أحمر
عندما هربت الدموع منه طاردها
و لما جفت و ماتت الدمعات
ادخل يده الى مكان الحب و الحنان
و جرد الفؤاد من بين الضلوع فعصر القطرات
ثم عصر القطرات حتى لوّن صفحة الممات
مات العشق هنا
و قاتلني وحيد
تموج بالقصيدة
تلعب بشفاه الحبيبة
تداعب النسمات
عندما خالجني الجرح
و بدأ يشتكي الألم
أنهيت جلستي على طاولة الأحزان مع تلك الصفحات
أغلقت الدفاتر
و أسدلت الستائر
و رضيت بالآهات
0 comments:
Post a Comment