أهٍ ..يا أنا ..وداعا فلن نلتقى

أهٍ ... يا أنا
بالرغم من فوضى حواسى
أكتب بعثرات قلمى ومشاعرى
من فيض زكرياتى المترنحه من خمور الماضى
فأنا برغم طول قامتى
وعلمى المرفوع دائما
فوق رأسى
ساقتنى قدماى نحو مكاننا
الذى اعتدنا ان نعيش فيه
فتذكرت انه ذات يوم جلسنا هاهنا
نحلم
ونحلم
ونحلم
حتى ساقنا الحلم للحقيقه

نعم انها النهايه
وداعا فلن نلتقى مجددا

بدأ الليل
عجوزا ً
يمشى بكسل نحو الصباح
حيث انا وانتى
والحب غير متاح
زكرياتى
أيادى تلتف حول القلوب
وفى صمت
اصرخ
انتى والقمر
وجهان لنفس المعنى
عيناك وتفاصيل انفك
وشفتا ثغرك الصغير
كلها منتهى أمنيات قلوب الشباب
وشعرك أمواج تتكسر على صخور المحيط
وانسياب جسدك
يكسر نسيم الهواء
خٌصل شعرك تستريح فوق اهدابك
لتصنع أبهى صور الجمال
وتحملين نقوش الحناء
وأسمى المحفور بقلبك بوشم الزهراء
عندها تذكرت
توقفت قدماى
ولم أستطيع الحراك
عندها تذكرت كيف كانت ايامى معك
وكيف كنتى فى حبى
وكيف كنت انا بدونك
أدمان على صوتك
وهمسك
وحتى كلماتك "حبيبى"
التى ترفعنى لأعالى السماء


عندها توقفت
عيناى أثقلها الارق
فأغلقت الابواب
وانزلت الستار
الاشتهاء يمزقنى حد الموت
الشوق كائن مرتبك
يعيش بداخلى منذ الابد
همجيه التفكير فى حبك
تدفعنى للتهور

سأحكى قصتى من البدايه
قبل عشر سنوات
نفس ملامح المكان
انا وهى
حبيبتى
الشجرة ذاتها
هناك حيث اسقطت اخر دمعه
لوداع شخص أحب وأبتعدت عنه مودعه
بل أقتلعت نفسها من عالمه
قالت وداعا لن نلتقى
هناك تحت هذه الشجرة
سقطت ورقه
كانت فكره
وسقط قلبه
قبَل قدميها كرأس أمه
أقسم عليها البقاء حتى لو مات لهمه
هناك تحت هذه الشجرة
صمت كل شىء
ومات كل شىء
حتى الورقه تكسرت تحت خطواتها
وماتت الفكرة

بعد رحيلها
ظلت الشجرة تنادى
والرجل لايزال ينادى
والورقه الكسيره تحت قدمه رفعت رأسها لتستغيث بها وتنادى
ولا حياه لمن تنادى

حل الشتاء بعد رحيلك
اوتعلمين معنى الشتاء بدونك
برد قارس بدون دفئك
ورعد يصم الاذن بدون همسك
ومطر يغرقنى فى الدنيا بدون حنانك
الليل يطول بدون سمرك وضحكك
اه يا أنا بدونك

الجو تقمص القسوة من بعادك
مهلا لما لم تلتفتى حينها؟؟
البرد والوحده أصدقائى فى بعادك
فماذا لو علمت الشمس بجفاءك
أه يا أنا
فماذا لو ألتقى الشمس والبرد والوحده والجمود
فماذا لو ألتقينا؟؟؟

الأن تخيلى
البرد جسد قارس
والوحده رداء خانق
وكلاهما يسعنى للأنتقام منك
ماذا لو ألتفتى حينها ؟؟؟
لكنتى عدتى حيث وقفت
ولكن عنادك بلغ حد الموت

لو تعلمين معنى الشتاء هناك
تحت تلك الشجره بالذات
تركت بقاياى ترتعش
البرد راقص بارع
والرعد صوت رادع
ورق الشجر ثوب عروس فى غرفه مضاءه بالشموع
فى ليله تنفيذ هروبك
يبدو ثوب العروس مقطع
لم يصمد أمام نسيم حبى
فتقطع
وترك مكانه عاريا
فى أستقبال الصقيع
حتى تجمدتُ فى مكانى
هناك أيتها الراحاله سقط الرجل
ركبتاه لم تستطيع تحمل الرحيل
عيناه تسافر لعالم الخيال
لايشعر بالمكان فى بعادك
ولايشعر بالزمان فى جفاءك
أيتها الراحله
لوتعلمين معنى الشتاء حين يقطع قلب الرجل
البرد حينها يصبح حارقا ً كاللهيب
والنار تصبح ثلجا ًيسقط كالسقيع

لا مجال للصمت الان
مرت عشر سنوات
وانا فى نفس المكان
جمدنى برد بعادك
وتحت قدمى ثوب عرسك المقطع
لامجال للصمت
اصرخى ورددى أغنيه البعاد
لماذا لم تلتفتى حينما رحلتى
لكنتى رأيتى هديتى
وفكرتى
مرت عشر سنوات وانتى تحملين الروعه بكل اشكالها
جمالك ورث العناد منك
فأصبح جمالا طاغى
أه يا أنا
لو ألتفتت قبل رحيلها
لعادت وقالت ألف أحبك
ولكن الصمت أخرسنى
والمفاجأه اذهلتنى
وقولها
لن نلتقى أماتنى
أه يا أنا

ولكن لا أثر لخطواتك
ولا أشارات لسماع صوتك
لاعلامات توضح معنى الرحيل
ولا أنعكاس لصورتك
ولا لظلك
اعرف انك طيف
وانى أحلم قبل الموت

ولكن ماذا اعادك ياترى

الورقه اتتذكرينها
حتى الان تبكى على فراقك
وهى كثوب العروس تنتظرك من يومها
والشجرة هى غرفه نومك حين عرسك
ولكنى الأن أعلم انى اموت
وانك أيضا تموتين
لذلك ألتقى طيفك بطيفى
فى ذات المكان
بعد عشر سنوات من الفراق
أه يا انا